السبت، 17 ديسمبر 2011

الشلل الدماغى

يعد الشلل الدماغى واحداً من أكثر الإعاقات شيوعاً بالمجتمع ،وقد تعددت أنواع الإعاقات فمنها العقلية والسمعية والبصرية والحركية والانفعالية والتى تؤثر على الفرد, وينبغي الاعتراف بأن الطفل المعوق قبل كل شيء طفل, ويعاني من إعاقة ما تؤثر على بعض سلوكياته كما ينبغي التعرف على تأثيرات الأنواع المختلفة من الإعاقات على الطفل المصاب بها وكيف يؤثر ذلك على  نموه العقلي وتكوين شخصيته وطبيعته واستجاباته, وتصرفاته الاجتماعية, واستجاباته العاطفية, وتكيفه مع متطلبات الحياة

وتتعدد تعريفات  الشلل الدماغي   Cerebral Palsy
فهو عبارة عن اضطراب حركي يرتبط بالتلف الدماغي وغالبا ما يظهر على صورة شلل أو ضعف أو عدم توزان حركي والشلل الدماغي إعاقة للنمو الطبيعي ويؤثر سلبا على مختلف مظاهر النمو لدى  الطفل, ونسبة انتشاره المعتمدة 2 لكل 100 طفل وتصل في الدول النامية إلى 5 لكل 100 طفل.
ويعد الشلل الدماغى اضطراب نمائي أو عصبي غير وراثي يصيب الدماغ في مرحلة مبكرة من حياة الطفل وخاصة فترة عدم اكتمال نمو القشرة الدماغية المسئولة عن الحركة , وهو ينعكس من خلل أو تلف في الدماغ , ويؤدي إلى عدد غير محدد من الأعراض والمشكلات الحركية والعصبية , غير المعدية كما أنها غير متطورة.
والشلل الدماغي من الإعاقات النمائية أو الاضطرابات العصبية الحركية ويستخدم مصطلح الشلل الدماغي للإشارة إلى اضطرابات النمو الحركي في مرحلة الطفولة المبكرة من حياة الإنسان.

تعريف الشلل الدماغي:
عرف انقرامزIngrams:1955) ) الشلل الدماغي على أنه استصلاح يصف مجموعة من الاضطرابات عند الأطفال نتيجة تلف في الدماغ وتؤدي إلى عجز في الوظائف الحركية, والعجز الحركي قد يظهر على هيئة شلل أو حركات غير إرادية أو عدم تناسق في الحركة ويستثني من ذلك جميع المشاكل الحركية الناجمة عن النخاع الشوكي.
 ويعرف باكس (Bax:1964) الشلل الدماغي على أنه اضطراب في الحركة يحدث بسبب تلف في مناطق الحركة في الدماغ وهذا الاضطرابات لا يزداد سوءا مع الأيام.
 كما يعرف بويات الشلل الدماغي على أنه اضطراب حسي حركي يحدث نتيجة عدم اكتمال نمو الدماغ وقد يصاحبه مشكلات في النطق والإبصار والسمع وأنماط متعددة من اضطرابات الإدراك والتخلف العقلي ونوبات الصرع .
 ويعرف ستانليStanly:1982)) الشلل الدماغي على أنه مجموعة من الأعراض التى تحدث نتيجة تلف أو خلل أثناء نمو الدماغ ومن  نتائجه عدم السيطرة على الحركة أو الأوضاع الجسمية.
ويشير مصطلح الشلل الدماغى كما تعرفه سينثيا برينسون(1982) Cynthia Brinson   إلى قصور المهارات الحركية الناتجة عن تلف دماغى بمرحله نمو المخ لا يزداد مع الوقت.
ويذكر جونيل بيجى (1982) Junel Bigge  أن مصطلح الشلل الدماغى يطلق على اضطراب وظائف الحركة بمرحلة الطفولة المبكرة يرجع إلى إصابة المخ قد يكون مصحوباً بمشكلات فى السمع والبصر واللغة والإحساس ، بينما لا تزيد الاضطرابات الحركية  الناتجة عن إصابة المخ مع الوقت .
وقد أكدت شذى الجندى (1992) أن الشلل الدماغى يشير إلى مجموعة من الأعراض المختلفة منها العصبية والنفسية وما يتعلق بالقدرة على التعلم ، وهى حالة من اختلال دائم فى الحركة وفى اتخاذ الأوضاع  تنشأ عن تلف دماغى.
ويعرفه رزق الله لحلوح (1995) على أنه العجز الحركى المنشأ من الدماغ وهو مصطلح يشمل مجموعة من الأطفال المصابين بإصابات عصبية حركية والتى تصيب الطفل فى مرحلة نمو الدماغ  وتكون ثابتة غير قابلة للتطور .
ويذكر عبد السلام البواليز (2000) مجموعة من تعريفات الشلل الدماغى وهى ما يأتي :
1-  الشلل الدماغي هو أي تغير طبيعي يطرأ على الحركة أو الوظائف الحركية، ينجم عن تشوه أو إصابة الأنسجة العصبية الموجودة داخل الجمجمة.
2-  الشلل الدماغي  مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية وتنتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه.
3-  الشلل الدماغي اضطراب نمائي ينجم عن خلل في الدماغ ويظهر على شكل عجز حركي تصحبه غالبا اضطرابات حسية أو انفعالية.
4-    مصطلح ذو مدلول واسع  يستخدم عادة للإشارة إلى أي شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي ينتج عن تلف دماغي.
الشلل الدماغي اضطراب حركي يرتبط بالتلف الدماغي. وغالبا ما يظهر هذا الاضطرابات على صورة شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي.( جمال الخطيب ،منى الحديدى:2001 )
ويعرفه نادر الكسوانى( 2002) على أنه ينتج عن إصابة فى الدماغ كما أنه ينتج عن إصابة مناطق الحركة فى الدماغ بالدرجة الأولى ، وهو حالة مرضية ثابتة لا تزداد سوء مع الأيام وقد يصاحبه عده إعاقات سمعيه ، نطقية ، بصرية ، عقلية.
ويشير عصام الصفدى (2007 ) إلى أن الشلل الدماغى يطلق على حالة الطفل الذى يتعرض إلى إصابة دماغه الطبيعى بعارض بسبب عدم اكتمال نموه أو تلف  فى خلايا المناطق المسئولة عن الحركة والتوازن ، وذلك أثناء فترة النمو الطبيعى للطفل.
وتذكر مريم ثابت (2010) أن كلمة شلل تشير إلى عدم تمكن الطفل من تحقيق التطور الطبيعى فى الحركة مثل السيطرة على عضلات الرقبة والجذع واستعمال اليدين والجلوس والزحف والقفز والمشى ، وكلمة دماغ تشير إلى أن السبب فى ذلك يعود إلى عدم اكتمال نمو أو خلل خلايا المخ المسئولة عن الحركة والتوازن فى الدماغ . فالشلل الدماغى مفهوم ينطبق على الأشخاص المصابين بتلف فى المخ أو جزء منه أو فى الجهاز العصبى المركزى وتنتج عن هذه الإصابة إعاقة حركية .
ويذكر الخطيب أن الشلل الدماغي ليس معدياً مع أنه غير قابل للشفاء إذ هو حالة تلازم الإنسان طوال حياته إلا أن التلف الدماغي المسئول عنه لا يزداد سوءا مع الأيام. ومع ذلك فإن الحالة العامة للطفل قد تتدهور مع مرور الوقت إذا ما حرم من العلاج المبكر لأن ذلك قد يقود إلى مضاعفات عديدة. (جمال الخطيب:2003)
تمثل حالات الشلل الدماغي مظهرا رئيسياً من مظاهر الإعاقة الحركية, وهي ليست بالحالة المعدية ولكنها تمثل شكلاً ما من أشكال الشلل الحركي المرتبطة بتلف في الدماغ أو خلل فيه  Brain Damage.
تجمع التعريفات على العناصر الرئيسة الآتية:
1-    إنه نتيجة لتلف مراكز الضبط الحركي في الدماغ.
2-    إنه اضطراب ثابت لا يزداد سواء مع الأيام.
3-    إنه مجموعة من الأعراض المرضية.
4-    إنه اضطراب في الوظائف العصبية.
5-    إنه اضطراب في الحركة والوضع الجسمي.
6-    إنه يستجيب للتدخل العلاجي.
7-    إنه غير قابل للشفاء.
8-    إنه ليس وراثيا.
9-    إنه ليس مرضا.
وبالرغم من أن أهم ما يتميز به الشلل الدماغي هو اضطراب الوظائف الحركية الإرادية, إلا أنه إعاقة نمائية متعددة بمعنى أنه قد يؤثر سلبا على مختلف مظاهر النمو لدى الطفل. وقد أظهرت البحوث العلمية أن الأطفال المشلولين دماغيا قد يعانون من الإعاقة السمعية, والإعاقة البصرية, والاضطرابات الكلامية واللغوية, والصرع , والإعاقة العقلية, والإعاقة الإدراكية والسلوكية.
والأطفال المشلولون دماغيا أطفال متعددو الإعاقة إذ نادرا ما يقتصر أثر الشلل الدماغي على النمو الحركي ولكنه عادة يؤثر على مظاهر النمو الأخرى خصوصا المظاهر النمائية الحسية والمعرفية والانفعالية. وتتمثل أعراض الشلل الدماغي في ضعف في العضلات تصعب ملاحظته وفي إعاقات شديدة تحد من قدرة الطفل على الحركة والتعلم.


تاريخ اكتشاف الشلل الدماغي :
قام الجراح وليام ليتل عام 1843 بوصف الأعراض المصاحبة للشلل الدماغي وصفا طبيا وذلك من أجل الكشف المبكر عن هذه الحالات. ومن خلال ممارسته كجراح استطاع أن يكون على صلة بحالات الشلل الدماغي غير المعالجة والتي كانت حالة تشوهها شديدة. وقد أهتم بهذه الحالات ووصفها في كتابه الذي نشره عام 1853 بعنوان التشوهات ( Deformities ) والذي أشار فيه إلى أن حالة التشوه تعود إلى تأثير عصبي وفي عام 1897 قام سيجموند فرويد ببحث 35 حالة من حالات الشلل الدماغي, فأشار إلى وجود علاقة بين الأطفال الخداج والإصابة بالشلل الدماغي وفي عام 1900 استمر الاهتمام بمعالجة حالات الشلل الدماغي, فقام الطبيب برنسون  Bernson ) بتطوير تمارين عملية لمعالجة الأطفال المصابين , وفي عام 1916 طورت كلومبي بعض التمارين الجسدية للشلل الدماغي وهذه التمارين لا تزال تمارس حتى هذه الأيام مع بعض التعديلات . وفي عام  (1973) أنشأ فيليبس مركزا رئيسيا لمعالجة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي(David Scruttin et al,.: 2004).
هذا وقد ازداد الاهتمام بالمشلولين دماغيا بعد الحرب العالمية الثانية بشكل ملحوظ, حيث تم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1947 إنشاء الأكاديمية الأمريكية للعناية بالشلل الدماغى في أوروبا .إن من أكثر الدول التي اهتمت بدراسة أسباب الشلل الدماغي السويد حيث انشئت عيادة للشلل الدماغي في مستشفى جامعة سانت لويس وفي عام 1951 أنشئ مركز للشل الدماغي يهتم بالعلاج العضوي والنطقي للمشلولين دماغيا وقد نفذت إجراءات فعالة للوقاية من الشلل الدماغي في السويد منذ عام 1951 حيث قامت منظمات محلية وإقليمية بالاهتمام بجميع الأطفال الذين هم عرضة للخطر.
وفي عام 1960 أنشأ فويتا Voita) ) في تشيكوسلوفاليا مدرسة علاجية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي, اعتمد في طريقته على النقاط الحركية في جسم الطفل, و في بداية السبعينات اشتهرت طريقة باتو( Pato) في المجر وتعرف باسم مدرسة التعليم الإيصالي وقد اشتهرت هذه المدرسة في جميع أنحاء العالم في أواخر السبعينات, ولا تزال هذه المدرسة من أشهر المدارس في علاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي, وطريقتهم بدأت تطبق في اليابان وبريطانيا وأمريكا (نادر الكسوانى :2002).
والشلل الدماغى مصطلح يطلق على حالة الطفل الذى يتعرض لإصابة دماغه الطبيعى بعارض يسبب عدم اكتمال نموه أو تلف فى خلايا المناطق المسئولة عن الحركة ومعرفة التوازن وذلك أثناء فترة نموه  الطبيعى مما يؤثر على أداء الوظائف الحركية ويترتب عليها اضطرابات فى السمع والرؤية والتواصل والنطق والكتابة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق